حوّل "معهد التربية الفكرية" في أبها رسمة صممها أحد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالسعودية إلى جدارية، بعدما حصلت على المركز الأول في إحدى مسابقات "بينالي الشارقة" قبل سنوات عدة.
وكان "بينالي الشارقة" الذي أقيم عام 1426 قد أقام مسابقة رسم لذوي الاحتياجات الخاصة، شارك فيها طلاب المعلم ماجد عسيري في "معهد التربية الفكرية بأبها" الذين رسموا لوحات معبرة عن الطفولة. وكان من بين هذه اللوحات لوحة رسمها طالب يعاني من إعاقة ذهنية ويبلغ من العمر حينها 13 عاماً.
وسرد عسيري لـ"العربية.نت" قصة هذه الرسمة التي فازت في المسابقة قائلاً: "وصلنا حينها الإعلان عن المسابقة متأخر جداً، ولم يكن متبقياً على نهاية وقت استقبال اللوحات إلا ثلاثة أيام فقط".
وأضاف: "الطالب علي جابر كان من طلابي وكنت أعرف مستواه في الرسم ومدى شغفه. وعندما علمت بموعد تسليم اللوحات، أخذت إذنا من مدير المعهد لتجميع طلبة معينين (منهم جابر) في معمل التربية الفنية ووزعت عليهم أوراق رسم خاصة بجودة عالية، وطلبت منهم الرسم، بعد أن شرحت لهم ماهية المسابقة. وبعد ساعة من الوقت تقريباً، استلمت منهم رسوماتهم، وكتبت خلف كل واحدة منها اسم الطالب وعمره ونوع الإعاقة التي يعاني منها".
وأضاف: "أخذت اللوحات وغلفتها، وتم إرسالها إلى "بينالي الشارقة" عبر البريد بشكل مستعجل، لأنه لم يكن هناك متسع من الوقت لإرسالها عن طريق المرجعية التعليمية. وصلت تلك الرسومات قبل نهاية المهلة، بينما لم أكن أتوقع أبداً أنها ستصل في الوقت المحدد. وبعدها بأيام وصل المعهد ملف يؤكد فوز إحدى لوحاتنا بالمركز الأول، وهي لوحة الطالب علي جابر".
وبعد مدة تم الاتصال بمدير "معهد التربية الفكرية بأبها" وتأكيد فوز الطالب علي جابر بالجائزة الأولى على مستوى "البينالي العالمي". وبحسب عسيري، كان "من أهم أسباب فوز اللوحة التشابه الكبير بينها وبين إحدى لوحات الفنان العالمي بابلو بيكاسو".
وطُلب من المدير إرسال والد الطفل أو من ينوب عنه، مع الطالب، إلى الشارقة للتكريم. ولم يستطع والد الطفل السفر لظروف عمله، لذا تم إرسال الجائزة ومرفقاتها إلى أبها، وتم تكريم الطالب وولي أمره ومدير المعهد هناك.